الكثير من الأشخاص يبحثون عن إجابة لسؤال “ما هو علاج الإدمان على المخدرات؟”، ويُعرف الإدمان بشكل عام بأنه اضطراب مزمن يصيب نظام الجسم والعقل، حيث يتوق الجسم لمادة معينة أو سلوك محدد، خاصة إذا كانت تلك المادة أو السلوك يمنحان شعوراً مختلفاً. مع مرور الوقت، تتزايد لدى الفرد الرغبة الشديدة في تناول تلك المادة أو ممارسة ذلك السلوك دون النظر إلى العواقب التي قد تحدث، مما يؤدي إلى تأثير سلبي على حياته اليومية حتى يصل الأمر إلى حدوث مضاعفات مستمرة. من خلال هذا المقال، سوف نتعرف على علاج الإدمان وكيفية الوقاية منه.
ما هو علاج الإدمان على المخدرات؟
قبل الإجابة على سؤال “ما هو علاج الإدمان على المخدرات؟”، يجب أولاً أن نوضح مفهوم الإدمان، حيث يُعتبر الإدمان حالة تنتج عن الاستخدام المتكرر والدائم لمواد مخدرة، فيصبح الشخص معتمدًا عليها جسديًا ونفسيًا، ويحتاج إلى زيادة الجرعة تدريجيًا ليحصل على نفس التأثير.
كما أن المدمن يلجأ إلى تناول جرعات مضاعفة في وقت قصير حتى تصل لمرحلة تُلحق أشد الأضرار بالعقل والجسم، ويعجز الفرد عن أداء واجباته وأعماله اليومية في غياب تلك المادة.
عند التوقف عن استخدام المادة المخدرة، تظهر على المدمن أعراض جسدية ونفسية خطيرة تُعرف بأعراض الانسحاب، والتي قد تكون مهددة للحياة، والإدمان قد يكون إدمانًا على المخدرات، أو المشروبات الروحية، أو الأدوية النفسية المهدئة أو المنشطة أو الأدوية المنومة.
علاج الإدمان يشمل علاجًا داخليًا في المراكز الصحية المتخصصة أو علاجًا خارجيًا خارج العيادات، ومن الصعب على المدمن التوقف عن تعاطي المخدرات والبقاء في حالة توازن بدون اللجوء إلى المختصين في هذا المجال، لأنهم يحتاجون إلى إشراف طبي في الأسابيع الأولى من فترة العلاج. ومن خلال السطور التالية، سنستعرض خطوات علاج الإدمان على المخدرات:
برامج إعادة تأهيل المدمنين في المراكز الصحية
تُعتبر هذه البرامج أفضل بداية للمدمن من أجل العلاج، للعلاج من إدمان البودرة أو أي أنواع من تعاطي المخدرات حيث يقوم الأطباء والمعالجين والممرضون بمراقبة حالة المدمن للتأكد من سلامته وصحته.
في البداية، يعاني المدمن من أعراض جسدية نتيجة محاولة الجسم ضبط حالته بدون تعاطي المخدرات. بعد مرحلة الانسحاب الفيزيائي، يصبح التركيز على البقاء في بيئة خالية من التعاطي، وتختلف مدة البرنامج من شخص لآخر بناءً على حالة كل فرد وتغطية التأمين للنفقات والتسهيلات.
برامج إعادة التأهيل خارج المراكز الصحية
في هذه البرامج، يحضر المدمن جلسات إرشادية بشكل دوري مع الاستمرار في ممارسة أنشطته اليومية وعمله بشكل طبيعي.
برامج 12 خطوة
تركز هذه البرامج على مبادئ تُعرف بالخطوات الـ 12، حيث يواجه المدمن إدمانه ويتعلم سلوكيات جديدة وحديثة تساعده في التعامل مع المواقف. تعمل هذه البرامج كمجموعات دعم للأشخاص المدمنين، وتضم أفرادًا مروا أو يمرون بتجارب مشابهة.
العلاج السلوكي والنفسي
يُعتبر علاجًا فرديًا يهدف إلى معالجة المشكلات النفسية للحد من التدمير الذاتي، وتعليم المدمن كيفية التعامل مع مشاعر الاكتئاب، والشعور بالخجل والذنب.
الأدوية
بعض حالات الإدمان تحتاج إلى تناول أدوية معينة تساعد في التخلص من الرغبة القوية في التعاطي مرة أخرى. من هذه الأدوية:
- الميثادون “Methadone”: يُستخدم لمساعدة مدمني الهيروين على التغلب على الإدمان.
- البوبرينورفين-نالوكسون “Buprenorphine-naloxone”: يُستخدم لمساعدة الأفراد الذين يعانون من إدمان المواد الأفيونية على التحكم في الرغبة الشديدة للتعاطي مرة أخرى.
- يمكن استخدام علاج الاكتئاب لمعالجة الصحة العقلية التي قد تتأثر بسبب الإدمان، حيث يؤدي تعاطي المخدرات إلى تغييرات في كيمياء المخ، مما يؤدي إلى تعقيد الحالة النفسية.
ما هي أعراض الإدمان على المخدرات؟
بعد أن أجبنا على سؤال “ما هو علاج الإدمان على المخدرات؟”، نتناول الآن أعراض الإدمان على المخدرات. حيث إن بعض المدمنين يدمجون بين أكثر من مادة، ومن الممكن أن يستبدلوا تعاطي نوع معين بآخر.
بغض النظر عن طريقة تعاطي المخدرات، هناك أعراض وعلامات عامة يمكن ملاحظتها في حالة وجود شكوك حول تعاطي أحد أفراد العائلة المخدرات، وتشمل هذه الأعراض:
- تغييرات مفاجئة في مستوى الطاقة.
- نقصان أو زيادة في الوزن.
- احمرار في العينين.
- سلوك عدواني وتقلبات مزاجية حادة.
- مشاكل صحية مزمنة أو الاستمرار في استخدام الأدوية رغم المخاطر الجسدية.
- رغبة شديدة في الحصول على المخدرات.
- الانسحاب من المحيط الاجتماعي للأسرة والأصدقاء.
- تكوين صداقات جديدة مرتبطة بالتعاطي.
- تدهور الأداء الدراسي لدى المراهقين.
- المشاركة في مناسبات اجتماعية تتسم ببيئة تعاطي المخدرات.
- انتهاك القيم الإنسانية والأخلاقية للحصول على المخدرات.
- مشاكل مالية متكررة، مثل طلب المال دون مبرر أو فقدان الأموال والممتلكات الثمينة من المنزل.
- إهمال المظهر الخارجي والاهتمام بالنظافة الشخصية.
- فقدان الوظيفة والتعرض للاعتقال.
توضح هذه الأعراض خطورة الإدمان والحاجة الماسة للتدخل السريع لتلقي العلاج المناسب.
أسباب تعرض الشخص لخطر الإدمان
في سياق الإجابة على سؤال “ما هو علاج الإدمان على المخدرات؟”، سنتعرف على أسباب تعرض الشخص للإدمان من خلال النقاط التالية:
- الجهل بأخطار استخدام المخدرات.
- ضعف الجانب الديني والنشأة الاجتماعية غير السليمة.
- اللجوء إلى الإدمان بسبب التفكك الأسري.
- الجهل والفقر والأمية.
- الغنى الفاحش والتبذير دون حساب.
- انشغال الوالدين عن الأبناء وغياب الرقابة والتوجيه.
- عدم توافر الحوار بين أفراد الأسرة.
- مصاحبة رفاق السوء.
- الفراغ والبطالة.
ما الفرق بين تعاطي المخدرات أو إساءة استعمالها واضطراب تعاطي المخدرات؟
يشير استخدام المواد أو إساءة استعمالها إلى حالات عرضية من الاستخدام وليس إلى الاستخدام المزمن أو النمطي. يستطيع بعض الأشخاص تعاطي هذه المواد من حين لآخر دون أن يتعرضوا لاضطراب تعاطي المخدرات، لكن بعض المواد يمكن أن تؤدي إلى الاعتماد عليها في حال تعاطيها مرارًا وتكرارًا، مثل الهيروين، التبغ، الكحول، الكوكايين، والقنب، مما يتطلب الحذر منها.
ما هي مبادئ العلاج الفعّال؟
تشير الأبحاث إلى أنه في حال علاج الإدمان على المواد الأفيونية (مثل مسكنات الألم الموصوفة من الطبيب أو العقاقير مثل الفنتانيل أو الهيروين)، يُفضل أن تكون الأدوية هي الخط الأول للعلاج، وغالبًا ما يتم دمجها مع أحد أشكال العلاج السلوكي أو الاستشارات. هناك أيضًا أدوية متاحة للمساعدة في علاج الإدمان من النيكوتين والكحول.
إلى جانب الأدوية، تُستخدم تلك العلاجات لمساعدة الأفراد في التخلص من سموم المخدرات، مع العلم أن التخلص من السموم ليس علاجًا بحد ذاته ولا يكفي لمساعدة الفرد على التعافي، حيث أن التخلص من السموم وحده بدون متابعة العلاج يؤدي إلى استمرار الشخص في تعاطي المخدرات.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إدمان المخدرات مثل القنب أو المنشطات، فلا توجد أدوية متاحة حاليًا لمساعدتهم في العلاج، لذا يعتمد العلاج على الأساليب السلوكية. يجب تصميم العلاج لمواجهة كل أشكال تعاطي المخدرات عند المريض، بالإضافة إلى معالجة المشاكل العقلية، الطبية، والاجتماعية المتعلقة بها.
مدى شيوع اضطراب تعاطي المخدرات
يعد اضطراب تعاطي المواد المخدرة شائعًا بشكل كبير، حيث يعاني أكثر من عشرين مليون شخص في الولايات المتحدة من هذا الاضطراب مرة واحدة على الأقل. يشير ذلك إلى أن ما يقرب من 20% من الأفراد الذين يعانون من اضطرابات القلق أو الاكتئاب يعانون أيضًا من اضطراب تعاطي المخدرات. من بين هؤلاء العشرين مليون شخص:
- 38% يعانون من اضطراب تعاطي المخدرات.
- 73% يعانون من اضطراب تعاطي الكحول.
- 12% يعانون من اضطراب مزدوج يشمل تعاطي الكحول والمخدرات معًا.
نصائح مهمة للأهل لدعم علاج الإدمان
إشراك الأسرة والأقارب في الخطة العلاجية له تأثير إيجابي كبير، خاصة بعد تخطي مراحل متقدمة في البرنامج العلاجي. ومن النصائح المهمة لدعم علاج الإدمان:
- تعزيز ثقة الشخص بنفسه.
- احترام خصوصية الشخص والابتعاد عن أسلوب الفرض.
- الصراحة المطلقة مع الشخص بذكر سلبيات وتأثير الإدمان عليه.
- تفادي أسلوب التذمر والانتقاد.
- التحلي بسعة الصدر والصبر.
- اعتماد أسلوب النقاش والحوار بدل من فرض الرأي.
- تحويل العبارات السلبية إلى إيجابية.
- تعزيز دور الشخص في حل مشاكله.
- إشغال الشخص في أي من الأنشطة اللامنهجية مثل ممارسة الرياضة.
كيفية الوقاية من الإدمان على المخدرات
بعد الإجابة على سؤال “ما هو علاج الإدمان على المخدرات؟”، سنتعرف على طرق الوقاية من الإدمان على المخدرات من خلال النقاط التالية:
- يجب الالتزام بتعليمات الطبيب عند وصف أدوية قد تسبب الإدمان، وفي حال الشعور بالرغبة في زيادة الجرعة، ينبغي استشارة الطبيب بشكل سريع.
- التواصل مع المراهقين والأطفال حول مخاطر سوء استعمال الأدوية.
- الاستماع للأطفال، خاصة عند حديثهم عن ضغوط أقرانهم، وتقديم الدعم لهم.
- أن يكون الوالدين قدوة حسنة لأطفالهم.
- إنشاء علاقة جيدة مع الأبناء وفتح مجال للحوار معهم.
تلقي الاستشارة الطبية لعلاج الإدمان
يمكن التواصل مع مركز “علاقات” للاستشارات النفسية لعلاج الإدمان وتقديم الجلسات العلاجية والاستشارية من خلال:
- رقم الهاتف: 96599596350+ أو 22266551
- حسابات التواصل الاجتماعي: Facebook, Instagram
- حجز موعد: من خلال تطبيق WhatsApp
- البريد الإلكتروني: info@elaqat.com
- العنوان: شرق، شارع أحمد الجابر، برج الزمردة، الدور 12، مركز علاقات للاستشارات
الخلاصة
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي من خلاله تم الإجابة على سؤال ماهو علاج الادمان على المخدرات، إضافة إلى أننا تعرفنا على كيفية الوقاية من الإدمان ونصائح هامة للغاية لدعم علاج الإدمان.
الأسئلة الشائعة
ما الشيء الذي ينظف الجسم من المخدرات؟
الإكثار من شرب الماء والسوائل، بالإضافة إلى شرب عصير التوت البري.
متى يعود الجسم إلى طبيعته بعد ترك المخدرات؟
يعود الجسم إلى طبيعته في فترة تتراوح بين عام وعامين.
ما نهاية المخدرات؟
نهاية المخدرات حزينة للغاية، حيث أن استمرار الشخص في التعاطي دون محاولة العلاج يؤدي إلى تدهور حالته بشكل كبير.